عندما يلد الصمت الإحساس
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
كان الليل يحكي غربة تثقل وطأتها على أجفان المسهدين ، ومع زمهريره تمتضغ كل الأحلام الهاجعة مرارتها .
ويوم أن أسندت رأسي على بوابة الليل ، وأنا ألتصق بزاوية الانتظار .
رسمت الليل مرفأ .. وصدقت أبحاره لاستعادة حلم هجرته الأوطان ورمته في محيطات الدموع .
مع الليل ... ما عدت أستجدي الكلمة من أفواه الصامتين ... ومعه استقل شراعي ، أبحث في الآفاق عن حلم لا تتداوله الألسن الثرثارة ، ولا تخنقه غبارية الأفواه .
حلم يجتث أشواك الأسى داخل نفسي ، ويغرس فيها خمائل السرور ... وفي زمني الأول ..عبر نهارات مشرقة ، لا تحتمل الصقيع .
امتطيت غيمة خيالاتي البيضاء في سماء حكايات العالم الآخر ، حكايا أشعلتها مدارك البشر .. لتلتقي بذاتي ، تشعل الفضول في عالمي الصغير .
فإذا بها دنيا مسحورة ، كل ما فيها إشارة لتوقف متواصل ...
وكبرت أرصدها تحركات غيمة ، وفصول طفلة وسهاد اعتنق الظلمة ، حتى ذلك اليوم الذي تحسست فيه الضفائر من على ظهري ، فلم أجدها ، لأصدق تلك الرؤى الطائرة ، لتلك الخيالات المبعثرة في سماء الوهم حتى ما وراء الدموع ...
ومعها ..
أحاول أن أطفئ شعلتي في أعماق الزمن ..
ولكنها تشتعل حد الاحتراق ..
ولا زلت أرتجي أكسجين شاطئي الواقع المتعقل يشهق بالفؤاد . يكفن الظلام ويدفنه في أعماق اللاوجود .. بعد أن اشتعلت فيّ حتى قضبان الصمت .
سيّان أرغى الموج أم زبدا
لن نحني الرأس أمام الصعاب
هذي يدي ! مدّ إليها يدا
نقتحم النوء ونطو العباب !
إذا الغواش السود مرت بنا
فالشاطئ الموعود وشك اقتراب
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم
مع تحـــــــــــــــــــــ برق الشمال ـــــــــــــــــيات
التوقيع:
الا تقل : من أين نبدأ؟طاعة الله البداية
لا تقل : أين طريقي؟شرع الله الهدايه
لا تقل أين نعيمي؟جنة الله كفاية
لا تقل غداً سأبدأ؟ربما تأتي النهاية